التاريخ : 2018-05-28
4 نعم .. لجمال أبو عابد
فوزي حسونة
عودنا الإتحاد الأردني لكرة القدم، بأن المدرب الوطني، هو في النهاية، مدرب "طوارىء" ليس إلا، وعندما يقترب الحدث، سرعان ما يتم التعاقد مع مدرب أجنبي، وهي حالة تتناقض تماماً مع ما يتم تأكيده بأن المدرب الوطني يحظى دوماً بثقة اتحاد اللعبة.
والتجارب على امتداد السنوات الخمس الماضية، أكدت لنا حقيقة أن الثقة بالمدرب الوطني هي ثقة منقوصة، والاعتماد على المدرب الأجنبي في اللحظات الأخيرة هي الحقيقة الراسخة، والتي لم تجلب لنا سوى الصداع، وأي صداع..!.
تجارب أليمة مر بها المنتخب الأردني، كانت كفيلة ليفقد خلالها ثقة جماهيره، ويتراجع على لائحة التصنيف، بالقفز عن حاجز المئة.
ويلكينز، هاري ريدناب، وحتى بول بوت الذي تم فسخ عقده لأسباب معروفة – رغم كفاءته- ومن بعدهم الإماراتي عبدالله المسفر، هي أسماء صبغت ذاكرة عشاق الكرة الأردنية، بالحسرة، ورسمت على محياهم "الكشرة".وبعدما تذوقت جماهير الكرة الأردنية الأمرين، أصبحت تخشى من الاتحاد الأردني ومفاجآته، فهو لم يوفق منذ بداية الألفية الجديدة، سوى مرتين في اختيار المدرب الناجح، وتمثل الاختيارين الناجحين بالمرحوم محمود الجوهري، والعراقي عدنان حمد.وكثيراً ما منح الإتحاد الأردني الثقة "المؤقتة" بالمدربين الوطنيين كأحمد عبد القادر وعبدالله أبو زمع ، لكن قبل بدء "المعركة"، يتم التحصن بمدرب أجنبي، فنخرج خاسرين، متحسرين..!.واليوم، والأسئلة لا تتوقف عن من سيقود منتخب الأردن في نهائيات آسيا المقررة في الإمارات مطلع العام المقبل، فإن الاعلام الأردني لعب دوراً مهماً حتى الآن ، في ترسيخ الاستقرار للجهاز الفني الحالي للمنتخب بقيادة جمال أبو عابد، وذلك من خلال إعادة السؤال أكثر من مرة في المؤتمرات والاجتماعات، هل سيستمر أبو عابد ، أم ستبقى "حليمة" على عادتها "القديمة"، وسيكون هناك مدرب على الطريق؟.السؤال المتكرر كان يشكل ازعاجاً واحراجاً للقائمين على الإتحاد الأردني، فهم يدرون بأن تكرار السؤال مرتبط بتجارب الماضي الصادمة التي اعتدنا فيها أن لا ثقة فعلية بالمدرب الوطني، وتحديداً عندما تحين ساعة الصفر.ذلك الالحاح الإعلامي على طرح السؤال نفسه، وضع الإتحاد الأردني في خانة (اليك)، فما كان منه إلا أن أغلق الطريق على الإعلام، بتأكيد الثقة بقدرات أبو عابد، وبأنه هو من سيقود النشامى، في نهائيات آسيا، وهذا ما نتمناه فعلاً، حتى في ظل التعاقد قبل يومين مع كادر أجنبي ليعاون مدربنا الوطني في المهمة المنتظرة.لم يسبق أن منحنا مدرباً وطنياً، قيادة منتخب الأردن في نهائيات آسيا، والتجارب الماضية وتحديداً مع "الخواجات"، كانت مؤلمة ومأساوية، وما دمنا أضعنا الكثير من طموحاتنا بقيادتهم للمنتخب، فمن حق المدرب الوطني علينا أن نمنحه الثقة ولو لمرة واحدة ، ولا نريد أكثر من هذه المرة، فدعوناً ننوّع بالتجربة وأن لا نبقى نواصل ذات الأخطاء، وذلك بمنح المدرب الوطني الفرصة، علّنا ننجح، فمن يعرف؟، وإن فشلنا، فلنعتبرها واحدة من تجارب عديدة فاشلة عشناها مع المدربين الأجانب.4 نعم، للكابتن جمال أبو عابد ليقود النشامى في نهائيات الإمارات، فهو يتسلح بالانتماء والحرص على المنتخب، ويتمتع بالمعرفة والدراية، ويكفي أنه مقيم في الأردن، وبالتالي نتخلص من "صداع وصراع" كثرة سفر المدربين السابقين إلى الخارج ، وتغيبهم عن متابعة لاعبي المنتخب، وحضورهم قبل المباريات الرسمية بأيام قليلة. 4 نعم لجمال أبو عابد، فمأساة اللعب بالوقت الضائع، أنهكت طموحاتنا، وجففّت آمالنا، فلنستقر، ونستقر، حتى لا نلتسع مجدداً بنار التخبط!.4 نعم، لجمال أبو عابد، لأنه الأقرب من المنتخب حيث يتواجد معه، ما قبل تصفيات آسيا وبعدها، ولأن الوقت الذي يفصلنا عن موعد نهائيات آسيا، يحكمنا باستمرار أبو عابد .. فكلنا معه، ولتكونوا أنتم معه، بالتخلي هذه المرة عن قرارات اللحظات الأخيرة ... أو المريرة .. -سمّوها كما شئتم- !. عدد المشاهدات : [ 8957 ]